تحافظ مشاريع البناء الكبرى على ثقافة المملكة العربية السعودية وتراثها

 

على الرغم من كونه عام مليء بالتحديات فقد شهد اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد والاقتصادات في جميع أنحاء المنطقة ، تمكنت المملكة العربية السعودية من الاستمرار في المضي قدمًا وإرساء أسس جيدة لتعهداتها في رؤية 2030.

ترى رؤية 2030 أن الحفاظ على الثقافة والاحتفاء بها أمر لا غنى عنه لجودة حياة الشعب السعودي. منذ نشأتها ، بذلت المملكة جهودًا متضافرة لزيادة جودة وكمية أنشطتها عبر مختلف القطاعات الثقافية مع تمكين الثقافة في نفس الوقت من المساهمة بفعالية في النمو الاقتصادي.

مما يعكس ثقة المجتمع الدولي في المملكة العربية السعودية والتزامها بحماية الثقافة والتراث المحلي ، شهد هذا العام انتخاب المملكة العربية السعودية للانضمام إلى لجنة التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لأول مرة.

من المؤكد أن مثل هذا التعاون الدولي من خلال اليونسكو سيرفع مستوى الإدارة الثقافية المحلية إلى المعايير الدولية مع المساهمة في تطوير مناطق التراث الثقافي غير المادي في المملكة العربية السعودية.

تبلغ قيمة صناعة المشاريع الديناميكية في دول مجلس التعاون الخليجي 3.1 تريليون دولار ، ومع وجود العديد من التطورات النشطة الجارية في جميع أنحاء المملكة ، تستمر المملكة العربية السعودية في المضي قدمًا كحامل للشعلة.

من المقرر أن تصبح القدية عاصمة الترفيه والرياضة والفنون في المملكة. منح المشروع الذي تبلغ مساحته 366 كيلومتر مربع عقودًا لشركات سعودية تزيد قيمتها عن 530 مليون دولار.

إن خطط البناء على شبكة واسعة مفتوحة فرضها التدفق الطبيعي للمياه ستخلق بيئة فريدة لا مثيل لها من قبل. يسعى هذا المشروع الضخم إلى تلبية الاحتياجات الترفيهية والاجتماعية والثقافية للأجيال القادمة من السعوديين مع جذب اهتمام الزائرين من الخارج والاستثمار.

شهدت الجهود المبذولة لعرض المخزون الهائل من التراث الثقافي غير المادي في مختلف القرى والمناطق خططًا لأعمال الترميم للبدء في قرية بريدة التراثية. يقع الموقع في قلب شبه الجزيرة العربية في منطقة القصيم ، ومن المقرر افتتاحه للعامة بحلول شهر رمضان في عام 2021.

تكلف حوالي 1.8 مليون دولار (7 مليون ريال سعودي) ، وتغطي مساحة إجمالية تزيد عن 3400 متر مربع ، شهدت تطوير قرية بريدة التراثية أعمالًا وتجديدات في سوق الحيط والمسجد التراثي وبرج سنان البالغ ارتفاعه 40 مترًا.

باتباع الأمثلة التي تقودها المملكة العربية السعودية ، تسعى دول مجلس التعاون الخليجي بالمثل إلى دفع عجلة النمو ودفع التنويع الاقتصادي والتركيز بشكل أكبر على الاستدامة والتماسك الاجتماعي من خلال المشاريع ذات التفكير المماثل. مع وجود ما يقدر بـ 6722 مشروعًا نشطًا مخططًا أو قيد التنفيذ في المنطقة ، يُنظر إلى هذا السوق على أنه حيوي استراتيجيًا لتنمية دول مجلس التعاون الخليجي.

مع الكشف عن المرحلة الأولى لموقع القدية الضخم المقرر لعام 2023 ، فمن المؤكد أن العام المقبل سيشهد تكثيفًا لمشاريع التنمية الثقافية في جميع أنحاء المملكة ، حيث تقترب رؤية 2030 من أن تصبح حقيقة واقعة للمملكة العربية السعودية.